مشاركة الصفحة

المركز الإعلامي

  

يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة غالية وذكرى عزيزة على قلوبنا، نحتفل فيها بوحدتنا وما تعيشه بلادنا من أمن واستقرار ورخاء، ونسترجع السيرة العطرة الخالدة لجلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ ورجاله المخلصين وما قدموه من تضحيات وأعمال جليلة في مسيرة التوحيد والبناء، وما حققته بلادنا من تطور كبير ونهضة شاملة عبر العهود المتوالية لملوكنا الميامين ـ رحمهم الله ـ وصولاً إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي فتح كل السبل والآفاق للإصلاح والتطوير في وتيرة متصاعدة نحو مزيد من النمو والازدهار، والمحافظة على المقدرات والمكتسبات الوطنية ومواصلة المسيرة المظفرة، في إطار مشروع وطني متكامل حتى تتبوأ بلادنا المكانة المتقدمة في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وقد جاءت رؤية المملكة المستنيرة (2030) التي أطلقها سيدي صـاحب السـمو المـلكي الأمـير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ـ حفظه الله ـ قبل خمسة أعوام، لتدفع عجلة الإنجاز من أجل مجتمع حيوي منتج واقتصاد مزدهر، مع العمل على تحقيق أهداف استراتيجية ورئيسية لتمكين المبادرات ونقل المعرفة والارتقاء بالأنظمة واللوائح والتشريعات في سبيل إيجاد بيئة إيجابية للاستثمارات والشراكات ودعمها وتشجيعها، والعمل كذلك على رفع مستوى الناتج المحلي غير النفطي الذي وصل هذا العام إلى مستوى هو الأعلى في تاريخه. كما شهدت قطاعات الإسكان والصحة والتعليم قفزات غير مسبوقة، وهي المجالات التي تمس المواطن في المقام الأول وتلبي احتياجاته الأساسية وتؤمن له مقومات الحياة الكريمة. ومن منطلق استشعارها للمسؤولية الإنسانية والأخلاقية فقد وجهت قيادتنا الرشيدة ـ أيدها الله ـ بتوفير كافة أنواع اللقاحات المعتمدة لفيروس كورونا، وتقديم كل أشكال الرعاية والخدمة الصحية المتكاملة لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء  بالمجان وجهزت المراكز والمقرات المهيأة والكوادر الطبية المتخصصة  في سائر مناطق ومدن ومحافظات المملكة.

كما أننا قد تشرفنا الأسبوع الماضي في وزارة الحرس الوطني برعاية كريمة من سيدي ولي العهد الأمين ـ حفظه الله ـ لقمة الرياض العالمية للتقنية الطبية التي نظمها مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) بالشؤون الصحية بالوزارة، بمشاركة عدد من الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المعنية إلى جانب العلماء والباحثين والمختصين من داخل وخارج المملكة، هذه القمة التي تشكل تحولاً مهماً في القطاع الصحي التقني، لما تمثله مخرجاتها من إضافة نوعية متميزة، لعلاقتها المباشرة بصحة الإنسان، وللبعد الاقتصادي المتنامي لهذا المجال الحيوي، من خلال الشراكات التي وقعت بين عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الطبية العالمية الرائدة، بما يجعل بلادنا في مقدمة دول العالم من ناحية المنظومة الطبية والرعاية الصحية الحديثة.

وتواصل الوزارة دورها التنموي والحضاري في استقطـاب وصـقـل شباب الوطــن، مــن خــلال مؤسساتها العلـمية العسكرية والصحية ليكـونـوا بمشيئة الله جزءاً فاعلاً ومؤثراً في مسيرة التنمية، لبناء الوطن وخدمة المواطن، إضافة إلى مهامها الأمنية والعسكرية التي تتشرف بالقيام بها إلى جانب كافة القوات العسكرية، التي تحمل رسالة الذود عن الوطن وحماية مقدساته ومقدراته ومكتسباته.

وعلى الصعيد الخارجي فإن المملكة العربية السعودية تحظى بتقدير العالم أجمع، وتمثل ثقلاً ووزناً كبيراً في المشهد الدولي، نظير تحملها لمسئوليات جسيمة، نالت بها الثقة والاحترام، عبر مواقفها المتوازنة والثابتة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ومساعيها الداعمة لتحقيق السلام والاستقرار، ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، بما يضمن المصالح والمكتسبات المشتركة في المنظومة الدولية. كما كان للمبادرات العظيمة التي قدمتها المملكة مؤخراً للعديد من الدول الشقيقة والصديقة أكبر الأثر تجاه معالجة تداعيات الأزمات والأحداث التي مرت بها، لتحتل المملكة المركز الأول عربياً والثالث عالمياً في حجم المساعدات الإنسانية.

وإنه يشرفني بمناسبة هذه الذكرى الغالية أن أرفع أسمى آيات التهاني باسم كافة منسوبي وزارة الحرس الوطني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ـ حفظهما الله ـ سائلاً المولى القدير أن يعيد هذه الذكرى المجيدة على وطننا وقيادته الرشيدة وشعبه الوفي المخلص بمزيد الخير والتقدم والاستقرار والنماء.

 

صاحب السمو الملكي الأمير

عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز

وزير الحرس الوطني

​​